عند حلول أجلها ، فإتيان امور في هذا اليوم يؤول إليه هذه الآيات من غير سنخ رجوع الأخبار بمعانيها في هذه الدار إلى مصاديقها ، وتحقّق مصاديقها في ظروفها.
ومن الواضح أنّ مجرّد رجوع أمر إلى أمر لا يوجب صدق التأويل عليه ، فالمرؤوس يرجع إلى رئيسه ، وليس بتأويل له ، والعدد يرجع إلى الواحد وليس تأويله.
وأمّا ثانيا ؛ فلأنّ المستعمل من لفظ التأويل في ما مرّ من موارد القرآن ليس بمعنى مطلق المرجع ، قال تعالى حكاية عن قول الخضر لموسى ـ عليهماالسلام ـ : (سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) ، (١) وقال : (ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) ، (٢) والذي نبّأه صور وعناوين لما فعله في موارد ثلاث كان موسى ـ عليهالسلام ـ قد غفل عنها وتلقّى بدلها صورا وعناوين اخرى ، أوجبت اعتراضه بها عليه. فالقضايا الثلاث هي قوله سبحانه : (حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها) ، (٣) وقوله : (حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ) ، (٤) وقوله : (حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ) ، (٥) والذي تلقّاه موسى ـ عليهالسلام ـ من صور هذه القضايا وعناوينها قوله : (أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) ، (٦) وقوله : (أَقَتَلْتَ
__________________
(١). الكهف (١٨) : ٧٨.
(٢). الكهف (١٨) : ٨٢.
(٣). الكهف (١٨) : ٧١.
(٤). الكهف (١٨) : ٧٤.
(٥). الكهف (١٨) : ٧٧.
(٦). الكهف (١٨) : ٧١.