نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً) ، (١) وقوله : (لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً). (٢) والذي نبّأ به الخضر من التأويل قوله : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً* وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً* فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً* وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) ، (٣) ثمّ أجاب عن جميع ما تلقّاه موسى ـ عليهالسلام ـ جملة بقوله : (وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي). (٤)
وبالجملة : فالذي اريد بالتأويل في هذه الآيات هو ما يرجع إليه القضيّة رجوع الشيء إلى صورته وعنوانه ، نظير رجوع الضرب إلى التأديب ، ورجوع الفصد إلى العلاج.
ويقرب من ذلك ما ورد من لفظ التأويل في عدّة مواضع من قصّة يوسف ـ عليهالسلام ـ ، كقوله تعالى : (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) ، (٥) وقوله : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا) ، (٦) فرجوع ما رآه ـ عليهالسلام ـ من سجود الكواكب والنيّرين له إلى سجود أبويه وإخوته له
__________________
(١). الكهف (١٨) : ٧٤.
(٢). الكهف (١٨) : ٧٧.
(٣). الكهف (١٨) : ٧٩ ـ ٨٢.
(٤). الكهف (١٨) : ٨٢.
(٥). يوسف (١٢) : ٤.
(٦). يوسف (١٢) : ١٠٠.