وعن عليّ ـ عليهالسلام ـ : ما من آية إلّا ولها أربعة معان : ظاهر وباطن وحدّ ومطلع ، فالظاهر : التلاوة ، والباطن : الفهم ، والحدّ : هو أحكام الحلال والحرام ، والمطلع : هو مراد الله من العبد بها. (١)
أقول : الظاهر والباطن والحدّ ظاهرة المعاني والانطباق على ما فسّره ـ عليهالسلام ، والمطلع ، إمّا بضمّ الميم وتشديد الطاء المفتوحة اسم مكان من الإطّلاع ، أو بفتح الميم واللام وسكون الطاء اسم مكان من الطلوع ، وعلى أيّ حال هو من المعنى المرتبة التي تشرف على التأويل ، وهو مراد الله من العبد بها كما ذكره عليهالسلام ، وقد مرّ في بيان معنى التأويل.
ويستفاد من قوله : «ما من آية إلّا ولها أربعة معان» :
أنّ من الأحكام ما يستفاد من غير آيات الأحكام ، وقد مرّ في ذيل قوله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (٢) من سورة البقرة كلام في هذا المعنى ، فارجع.
قوله سبحانه : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) لمّا كانت شهادتهم على الإيمان بجميع المحكم والمتشابه مستندا إلى رسوخهم في العلم في قبال المتّبعين للمتشابه لزيغ قلوبهم أشفقوا على ما معهم من الرسوخ والتجأوا إلى ربّهم أن لا يأخذ ما معهم بإزاغة قلوبهم ، ومن ذلك يتبيّن أنّ هذه الرحمة المسؤولة نوع منها يكون معه الأمن من الزيغ ، فإنّهم مشمولون
__________________
(١). تفسير الصافي ١ : ٣١ ؛ الميزان في تفسير القرآن ٣ : ٧٣ ؛ البرهان في تفسير القرآن للزركشي ٢ : ١٥٤.
(٢). البقرة (٢) : ٢٢٢.