قوله سبحانه : (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى)
روي أنّ امّ سلمة قالت : يا رسول الله ، ما بال الرجال يذكرون في الهجر دون النساء ، فأنزل الله قوله سبحانه : (فَالَّذِينَ هاجَرُوا) ، آية خاصّة بالمهاجرين. (١)
وفي بعض الروايات : «نزلت في عليّ لمّا هاجر ومعه الفواطم ـ فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت رسول الله وفاطمة بنت الزبير ـ ثمّ لحق بهم في ضجنان (٢) امّ أيمن ونفر من ضعفاء المؤمنين فساروا إلى المدينة وهم يذكرون الله في جميع أحوالهم وساروا حتّى لحقوا بالنبيّ ، وقد نزلت الآيات». (٣)
قوله سبحانه : (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ)
رجوع إلى ما في أوّل السورة من أمر القدر ، كما مرّ.
وروي أنّ بعض المسلمين كانوا يرون المشركين في رخاء ولين عيش فيقولون : أعداء الله في ما نرى من الخير وقد هلكنا من الجوع ، فنزلت قوله سبحانه : (اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) ، حيث كانت الكلمات الثلاث مطلقة شملت كلّ ما أمكن تعلّقها به.
فمن الصبر : الصبر على مشاقّ العبادة وعلى المصائب وعن المعاصي ، ومن المصابرة : الثبات في حروب أعداء الدين ، والمصابرة على أذاياهم ، والمصابرة أمسّ بالجماعة. ومن المرابطة : حفظ الربط مع اولياء الأمر ومن يقتدي به المسلمون ، ومرابطة العبادات ، ك : انتظار الصلاة بعد الصلاة.
__________________
(١). تفسير الصافي ٢ : ١٦٨.
(٢). ضجنان : جبل قرب مكّة.
(٣). تفسير الصافي ٢ : ١٦٩.