أقول : قوله : «يقول هل ينظرون ...» إلى آخره ، معناه : يريد هل ينظرون. وبه يظهر أنّ قوله : «هكذا نزلت» شأن نزول وبيان معنى ، وليس من القراءة في شيء.
والمعنى الذى فسّره به بعينه ما قرّبناه من كون المراد بإتيانه معنى ربّما يعبّر عنه بإتيان أمره ؛ فإنّ الملائكة إنّما تعمل ما تعمل وتنزل حين تنزل بالأمر ، قال سبحانه : (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ* لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (١) وقال : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ). (٢)
واعلم : أنّه ورد عنهم ـ عليهمالسلام ـ تفسير الآية بيوم القيامة ، كما في تفسير القمّي عن الباقر ـ عليهالسلام ـ ، (٣) وتفسيرها بالرجعة ، كما رواه الصدوق عن الصادق ـ عليهالسلام ـ ، (٤) وتفسيرها بظهور المهدي ـ عليهالسلام ـ ، كما رواه العيّاشي بطريقين عن الباقر ـ عليهالسلام ـ. (٥)
أقول : ونظائره كثيرة ، فإذا تصفّحت وجدت شيئا كثيرا من الآيات ورد فيها تفسير أئمّة أهل البيت : تارة بالقيامة ، واخرى بالرجعة ، وثالثة بالظهور ، والناس حيث لم يبحثوا عن حقيقة القيامة ، ولم يستفرغوا الوسع في الكشف عمّا يعطيه القرآن من هويّة هذا اليوم ، تراهم بين من يطرح هذه الروايات على كثرتها ، وهي تربو على سبعمائة رواية في أبواب متفرّقة ، وبين [من] يؤوّلها على ظهورها وصراحتها ، وآخرون ـ وهم أمثل طريقة ـ يقتصرون على نقلها
__________________
(١). الأنبياء (٢١) : ٢٦.
(٢). النحل (١٦) : ٢.
(٣). تفسير القمّي ٢ : ٤٢١.
(٤). راجع : بحار الأنوار ٥٣ : ٧٤ ، الحديث : ٧٥.
(٥). تفسير العياشي ١ : ١٠٣ ، الحديث : ٣٠٣ ـ ٣٠١.