مِيثاقَهُمْ) فهو مثله.
قلت : يؤيد التكلّم بالمعنى الذي ذكرناه قوله سبحانه : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي) (١) ، فالميثاق بالإيمان والنصرة المأخوذ منهم كان بغير واسطة وأما الغيبة في قوله : (وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) وقوله : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ) (٢) ، وقوله : (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٣).
فالوجه فيها ما تقدّم في سورة البقرة عند قوله سبحانه : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) (٤) ، أنّ من الأوصاف ما يختلف حالها بالإضافة إلى الموصوفات ، فإذا اريد الفائدة المترتبة عليها من جهة الإضافة جيء بالإضافة والمقام من مصاديقه ، فالغرض بيان ما في أنباء يوم القيامة ، ومجيء الكتاب والنور من الأهميّة ، وما في القدرة العامّة من العظمة والأبّهة ، فافهم.
وهاهنا وجه ربّما حجب عنه غير أهله ، وهو كون أكثر الإلتفاتات في القرآن دائرا مدار استماع النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ للوحي وسيجيء له زيادة توضيح.
قوله سبحانه : (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً)
رووا أنّ الله أمر بني إسرائيل بعد غرق فرعون بمصر أن يسيروا (٥) إلى أريحا من أرض الشام ، وكان يسكنها الجبابرة ، وقال : إنّي كتبتها لكم [داراو] قرارا ، وأمر موسى ـ عليهالسلام ـ بأن يأخذ من كلّ سبط نقيبا يكون كفيلا على قومه بالوفاء
__________________
(١). المائدة (٥) : ١١١.
(٢). المائدة (٥) : ١٥.
(٣). المائدة (٥) : ١٧.
(٤). البقرة (٢) : ٢٥٣.
(٥). في الأصل : «يصيروا»