ورسوله ، ثمّ ذكر سبحانه مثل ذلك بين الكافرين قال سبحانه : (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (١) وقال : (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ) (٢) وقال سبحانه : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) (٣) إلى غير ذلك من الآيات.
ثمّ أقول : ومن لوازم هذه الولاية ، ـ أعني ولاية الطاعة ـ أنّ المطيع إذا تمكّنت الطاعة في نفسه وثبتت واستقرّت ، فنت إرادته في جنب إرادة وليّه المطاع ، بحيث لم يرد إلّا ما يريده وملك من وليّه المطاع هذا المعنى ، أعني تدبير ما يريده على ما يريده ، وهو الولاية ، فهو وليّ مطاعه كما أنّ المطاع وليّ مطيعه ومن حيث إنّ الإرادة لا تتعلّق إلّا بما يحبه الإنسان ، فإرادة هذا الوليّ كلّما يريده وليّه لازمها محبّته لكلّ ما يحبّه ، فلا تتحقّق ولاية إلّا مع محبّة أو عن محبّة منعكسة من الطرفين ، ولذلك ربّما تخيّل أنّ الولاية هي المحبّة ، وكم بينهما من الفرق.
وبالجملة ، فتصير الولاية حينئذ ذات طرفين ومتحقّقة في الجانبين ، قال سبحانه : (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ) (٤) وقال تعالى : (ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) (٥) وقال سبحانه : (إِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ) (٦) [وقوله سبحانه] : (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) (٧).
__________________
(١). الاعراف (٧) : ٢٧.
(٢). الاعراف (٧) : ٣٠.
(٣). الانفال (٨) : ٧٣.
(٤). الاعراف (٧) : ٣٠.
(٥). آل عمران (٣) : ١٧٥.
(٦). الأنعام (٦) : ١٢١.
(٧). الانعام (٦) : ١١٢.