كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٦٤) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٦٥) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ (٦٦)]
قوله سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً)
ترتيب الحكم على وصفهم مع تعليق الخطاب بوصف الإيمان لبيان العلّة وتحريك عرق العصبيّة الدينيّة ، فإنّ التثبّت في الإيمان لا يلائم الإئتلاف مع من يهزء بشعائره ويسخر من أركانه ، ولذلك ختم الآية بقوله : (وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
قوله سبحانه : (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ)
في المعاني عن المشرقي ، عن الرضا ـ عليهالسلام ـ قال : سمعته يقول : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) ، فقلت له : يدان هكذا؟ ـ وأشرت بيدي إلى يديه ـ فقال : لا ، لو كان هكذا كان (١) مخلوقا (٢).
أقول : وروى مثله العيّاشي ، في تفسيره (٣).
وفي المعاني أيضا عن الصادق ـ عليهالسلام ـ أنّه قال في قول الله عزوجل :
__________________
(١). في المصدر : «لكان»
(٢). معاني الأخبار : ١٨.
(٣). تفسير العيّاشي ١ : ٣٣٠ ، الحديث : ١٤٥.