مردود كما مرّ. وقد قال سبحانه : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) (١) ، وقال تعالى مطلقا من غير تقييد : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٢) ، والرحم تجمع المتفرّقات وتوحّد الكثرات كما مرّ ، فمن الممكن رجوع ما يريده الإنسان من خير أو شرّ إليه في ابنه أو ابن ابنه ، وهكذا لما وحّدت الرحم بينهما ولا يوجب ذلك جورا بأخذ البريء بجرم المقترف كأخذ الجار بجرم الجار ؛ إذ الوبال الأخروي أو الحسنة الاخرويّة واصلة إلى صاحب العمل غير منقطع الأثر ، وكذلك العناية الربّانيّة متعرّضة لحال المبتلى بابتلائه بخصوصيّات دقيقة لا يحصيها إلّا العليم الخبير ، قال تعالى : (يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ) (٣) ، أي بما قدّمه على موته وما أخّره عن موته ، وقال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (٤).
وعلى ذلك شواهد من جريان الوقائع في كلّ عصر وبرهة ، وسير التاريخ وعوده يثبت ذلك.
__________________
(١). الشورى (٤٢) : ٣٠.
(٢). الزلزلة (٩٩) : ٧ ـ ٨.
(٣). القيامة (٧٥) : ١٣.
(٤). يس (٣٦) : ١٢.