وفي تفسير العيّاشي عن أبي عبد الله وأبي الحسن ـ عليهماالسلام ـ : «إنّ الله أوعد في مال اليتيم عقوبتين اثنتين ، أمّا إحداهما فعقوبة الآخرة النار ، وأمّا الاخرى فعقوبة الدنيا ، قوله : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) ، قال : يعنى بذلك : ليخش أن اخلّفه في ذرّيّته كما صنع بهؤلاء اليتامى» (١).
أقول : وروى مثله في الكافي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ والصدوق عن الباقر ـ عليهالسلام ـ (٢).
وفي تفسير العيّاشي أيضا عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : قال أبو عبد الله ـ عليهالسلام ـ مبتدئا : «من ظلم [يتيما] سلّط الله عليه من يظلمه أو على عقبه أو على عقب عقبه» قال : فذكرت في نفسي فقلت : يظلم هو فيسلّط على عقبه و (٣) عقب عقبه؟ فقال لي قبل أن أتكلّم : «إنّ الله يقول : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ) (٤).
أقول : الرواية كما ترى تأخذ بالعموم ، وأمّا كون ظلم الظالم بحسب النتيجة والوبال مسريا إلى عقبه وعقب عقبه كما توميء إليه الرواية فمستفاد من الآية.
وبيان ذلك بعد التذكّر بما ذكرناه في الكلام في الدعاء في سورة البقرة وما ذكرناه في حقيقة الرحم في هذه السورة : أنّ الإنسان إذا أحسن إلى إنسان أو أساء إليه وهو يعلم أنّه مثله فقد جوّز مثله لنفسه فهو سائل ذلك لنفسه دعاء غير
__________________
(١). تفسير العيّاشي ١ : ٢٢٣ ، الحديث : ٣٨.
(٢). الكافي ٥ : ١٢٨ ، الحديث : ١ ؛ من لا يحضره الفقيه ٣ : ٥٦٩ ، الحديث : ٤٩٤٥.
(٣). في المصدر : «أو»
(٤). تفسير العيّاشي ١ : ٢٢٣ ، الحديث : ٣٧.