يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ) : يعني من المسلمين ؛ يقوله بعضهم لبعض (ثُمَّ انْصَرَفُوا) : قال الحسن : يعني عزموا على الكفر. (صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) : هذا دعاء واجب عليهم (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) (١٢٧) : أي لا يرجعون إلى الإيمان.
قوله : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) : يعني النبيّ صلىاللهعليهوسلم. [قال السدّيّ : أي : من جنسكم] (١) (عَزِيزٌ عَلَيْهِ) : أي شديد عليه (ما عَنِتُّمْ) : أي ما ضاق بكم. وقال الحسن : ما ضاق بكم في دينكم. (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) : أي على أن تؤمنوا. (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (١٢٨) : أي إنّما يرأف بالمؤمنين الذين تجب لهم الرأفة ، ولا يرأف بغيرهم ممّن نزع الله الرأفة عنهم.
قوله : (فَإِنْ تَوَلَّوْا) : أي أعرضوا عن الله وعمّا بعث به رسوله (فَقُلْ) : يا محمّد (حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (١٢٩). ذكروا عن ابن عبّاس قال : لا يعلم قدر العرش إلّا الذي خلقه.
ذكروا عن ابن عبّاس عن أبيّ بن كعب قال : إنّ آخر القرآن بالسماء عهدا هاتان الآيتان : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ).
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ١٣٥.