مائة عام ما خرج من ظلّها)) (١).
[وقال بعضهم] (٢) : ولو أنّ غرابا طار من أصلها لم يبلغ فرعها حتّى يبيضّ شيبا. ولو أنّ أمّة من الأمم كانت تحت ورقة من ورقها لأظلّتهم.
ذكروا عن بعضهم قال : إنّ في الجنّة شجرة يقال لها : طوبى ، يسير في ظلّها الراكب مائة عام لا يقطعها ، زهرها رياط ، وورقها برود ، وبطحاؤها الياقوت ، وكثبانها عنبر ، وترابها كافور ، من أصلها تنبع أنهار الجنّة : الماء والخمر والعسل واللبن. وهي مجلس من مجالس أهل الجنّة ومحدّثهم (٣).
وقال بعضهم : طوبى شجرة في الجنّة ، أصلها في دار محمّد صلىاللهعليهوسلم ، وليس في الجنّة دار ولا غرفة إلّا وغصن منها في تلك الدار.
قوله : (وَحُسْنُ مَآبٍ) (٢٩) : أي وحسن مرجع. أي : صاروا إلى الجنّة ونعيمها ، مثل قوله : (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (١٤) [آل عمران : ١٤]. وقال مجاهد : (وحسن مئاب) أي : الجنّة.
قوله : (كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ :) يقول : كذلك أرسلناك في أمّة كما أرسلنا في الأمم التي قد خلت من قبل هذه الأمم. قال الحسن : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : ((أنتم توافون سبعين أمّة أنتم خيرها وآخرها وأكرمها على الله)) (٤).
قوله : (لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ :) أي القرآن (وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ)؛
__________________
(١) أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه الطبريّ بسند يرفعه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم من حديث أبي سعيد الخدريّ في تفسيره ، ج ١٦ ص ٤٤٣ ولفظه : «طوبى شجرة في الجنّة مسيرة مائة عام ، ثياب أهل الجنّة تخرج من أكمامها».
(٢) زيادة لا بدّ منها ، لأنّ ما بعدها ليس تكملة للحديث السابق.
(٣) روى هذا الخبر ابن جرير الطبريّ في تفسيره ، ج ١٦ ص ٤٣٩ ـ ٤٤١ عن وهب بن منبّه ، ونقله عنه ابن كثير في تفسيره ، ج ٤ ، ص ٩١ ـ ٩٢ ووصف هذا الخبر بأنّه غريب عجيب.
(٤) انظر تخريجه فيما سلف ، ج ١ ، تفسير الآية ١١٠ من سورة آل عمران.