أي الحيتان (وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها) : أي اللؤلؤ. (وَتَرَى الْفُلْكَ) : أي السفن (مَواخِرَ فِيهِ) : يعني شقّها الماء في وقت جريها (١).
وقال بعضهم : (مواخر فيه) أي : سفن البحر مقبلة مدبرة تجري فيه بريح واحدة. وقال مجاهد : ولا تجري الريح من السفن إلّا العظام (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) : يعني طلب التجارة في البحر. (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (١٤) : أي لكي تشكروا. وهو مثل قوله :(لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) (٨١) [النحل : ٨١].
قوله : (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) : وهي الجبال (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) : أي لئلّا تتحرّك بكم. وقال مجاهد : أن تكفأ بكم. وقد فسّرناه في غير هذا الموضع (٢). (وَأَنْهاراً) : أي : جعل فيها أنهارا (وَسُبُلاً) : أي : طرقا (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (١٥) : أي لكي تهتدوا الطرق.
(وَعَلاماتٍ) : أي جعلها في الطرق تعرفونها بها. (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (١٦) : والنجم جماعة النجوم التي يهتدون بها (٣).
قوله : (أَفَمَنْ يَخْلُقُ) : يعني نفسه (كَمَنْ لا يَخْلُقُ) : يعني الأوثان ، على الاستفهام ، هل يستوون؟ أي : لا يستوي الذي يخلق والأوثان التي لا تخلق والتي تعبدون من دون الله ، التي لا تملك ضرّا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ، والنشور البعث.
(أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (١٧) : يقوله للمشركين. والمؤمنون هم المتذكّرون. يقول :
__________________
(١) قال أبو عبيدة في المجاز : «(وترى الفلك مواخر فيه) من مخرت الماء ، أي : شقّته بجاجئها ، والفلك ههنا في موضع جميع ، فقال : فواعل ، وهو موضع واحد ، كقوله : (الفلك المشحون) ...» [الشعراء : ١١٩].
(٢) انظر ما سلف في هذا الجزء ، تفسير الآية ٣ من سورة الرعد.
(٣) روى الطبريّ في تفسيره ، ج ١٤ ص ٩١ ـ ٩٢ بسند عن قتادة قال : «قوله (وعلامات وبالنّجم هم يهتدون) والعلامات النجوم. وإنّ الله تبارك وتعالى إنّما خلق هذه النجوم لثلاث خصلات : جعلها زينة للسماء ، وجعلها يهتدى بها ، وجعلها رجوما للشياطين. فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد رأيه ، وأخطأ حظّه ، وأضاع نصيبه ، وتكلّف ما لا علم له به».