قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) : قال مجاهد : لما يحييكم به ، أي الحق ، يعني الهدى. وقال بعضهم : هو القرآن. وقال : هو القرآن ، فيه الحياة والبقاء (١).
قوله : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) : قال بعضهم : يحول بين قلب المؤمن وبين معصيته بفعله ، وبين قلب الكافر وبين طاعته بفعله. قال : (وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (٢٤) : أي يوم القيامة.
قوله : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) : [يعني أنّها إذا نزلت تعمّ الظالم وغيره] (٢). قال بعضهم : يعني [يوم] الجمل. وقال الحسن : يعني أصحاب النبيّ عليهالسلام. ذكروا أنّ الزبير بن العوّام كان يقول : لقد تلوت هذه الآية زمانا ما أحدّث نفسي أن أكون من أهلها ، فإذا نحن أصحاب النبيّ المعنيّون بها : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) (٣). (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٢٥).
قوله : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ) : [أي مقهورون في أرض مكّة] (٤) (تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ) : أي فارس والروم في تفسير بعضهم. (فَآواكُمْ) : [أي ضمّكم] (٥) إلى المدينة حين أسلمتم (٦). (وَأَيَّدَكُمْ) : أي
__________________
(١) هذا قول لقتادة ، فقد أورده الطبريّ في تفسيره ، ج ١٣ ص ٤٦٥ بلفظ : «هو هذا القران ، فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة».
(٢) زيادة من ز ، ورقة ١١٧.
(٣) وأرى أنّ الآية أعمّ من أن تنحصر في أصحاب النبيّ عليهالسلام أو في صدر الإسلام ؛ فقد خوطب بها المؤمنون كلّهم في كلّ زمان ومكان. وقد أظلّتنا اليوم فتن كقطع الليل المظلم قد لا تعدّ فتن الصدر الأوّل أمامها شيئا ، نعوذ بالله من شرورها وويلاتها ، ونسأل الله النجاة منها ، والعصمة والسلامة في ديننا ودنيانا ، إنّه لطيف بعباده ، رؤوف رحيم بهم ، لا إله إلّا هو.
(٤) زيادة من ز ، ورقة ١١٧.
(٥) زيادة من ز ، ورقة ١١٧.
(٦) في ع وق ود : «أي إلى المدينة حتّى أسلموا». والصواب إن شاء الله ما أثبتّه.