المسلمون كافة من شيعة وسنة على أنّ المهدي عليهالسلام يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً.
ومع كل هذا لا مانع من تعميمها ، وينتج من ذلك تثبيت اسس الإيمان والعمل الصالح بين المسلمين في كل عصر وزمان ، وأنّ لهم الغلبة والحكم ذا الأسس الثابتة.
إنّ جميع الجهود ـ من حرب وسلام وبرامج تثقيفية واقتصادية وعسكرية ـ تنصّب في ظلّ هذه الحكومة في مسيرة العبودية لله الخالية من كل شائبة من شوائب الشرك.
(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٥٦) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٥٧)
استحالة الفرار من حكومته تعالى : وعدت الآية السابقة المؤمنين الصالحين بالخلافة في الأرض ، وتهيىء هاتان الآيتان الناس للتمهيد لهذه الحكومة ، فهي تقول أوّلاً : (وَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ). وهي الوسيلة التي توثق الصلة بين الخالق والمخلوق ، وتقرّب الناس إلى بارئهم ، وتمنع عنهم الفحشاء والمنكر.
(وَءَاتُوا الزَّكَوةَ). وهي الوسيلة التي تربط الإنسان بأخيه الإنسان ، وتقلل الفواصل بينهما ، وتقوي ارتباطهما العاطفي.
وبشكل عام يكون في كل شيء تبعاً للرسول : (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ). طاعة تكونون بسببها من المؤمنين الصالحين الجديرين بقيادة الحكم في الأرض ، (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وتكونون لائقين لحمل راية الحقّ والعدل.
وإذا احتملتم أنّ الأعداء الأقوياء المعاندين يمنعوكم من تحقق ما وعدكم الله إيّاه ، فذلك غير ممكن ، لأنّه قادر على كل شيء ، ولا يحجب إرادته شيء ، ولهذا : (لَاتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِى الْأَرْضِ). فهؤلاء الكفار لا يستطيعون الفرار من عقاب الله وعذابه في الأرض ، ولا يقتصر ذلك على الدنيا فقط ، بل إنّهم في الآخرة ، (وَمَأْوَيهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ).