سبب النّزول
في تفسير مجمع البيان : لما قدم رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه المدينة ، وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة ، وكانوا لا يبيتون إلّامع السلاح ولا يصبحون إلّافيه. فقالوا : ترون أنّا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلّاالله؟ فنزلت هذه الآية.
التّفسير
حكومة المستضعفين العالمية : تحدثت الآية السابقة عن طاعة الله ورسوله والتسليم له ، وقد واصلت الآية ـ موضع البحث ـ هذا الموضوع ، وبيّنت نتيجة هذه الطاعة ألا وهي الحكومة العالمية التي وعدها الله المؤمنين به. فقالت الآية مؤكّدة : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ) ويجعله متجذراً وثابتاً وقوياً بين شعوب العالم.
(وَلَيُبَدّلَنَّهُم مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لَايُشْرِكُونَ بِى شَيًا). وبعد سيادة حكم التوحيد في العالم وإجراء الأحكام الإلهية ، واستقرار الأمن واقتلاع جذور الشرك ، (وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفسِقُونَ).
وعلى كل حال يبدو من مجمل هذه الآية أنّ الله يبشّر مجموعة من المسلمين الذين يتصفون بالإيمان والعمل الصالح بثلاث بشائر :
١ ـ استخلافهم وحكومتهم في الأرض.
٢ ـ نشر تعاليم الحق بشكل جذري وفي كل مكان (كما يستفاد من كلمة «تمكين» ...).
٣ ـ انعدام جميع عوامل الخوف والإضطراب.
وينتج من كل هذا أن يُعبد الله بكل حرية ، وتُطبق تعاليمه ولا يشرك به ، ويتمّ نشر عقيدة التوحيد في كل مكان.
الذين وعدهم الله باستخلاف الأرض : لقد وعدالله المؤمنين ذوي الأعمال الصالحة بالإستخلاف في الأرض وتمكينهم من نشر دينهم وتمتعهم بالأمن الكامل ، فما هي خصائص هؤلاء الموعودين بالإستخلاف؟
إنّ هذه الآية تشمل المسلمين الأوائل ، كما أنّ حكومة المهدي عليهالسلام مصداق لها ، إذ يتفق