الإلهي واتبع هواه.
وهذه الرّوايات هي من قبيل المصداق البارز. وبتعبير آخر : إنّ الإنسان محتاج لهداية الله ... هذه الهداية تارة تنعكس في كتاب الله ، واخرى في وجود النبي وسنته ، واخرى في أوصيائه المعصومين ، واخرى في منطق العقل.
المهم أن يكون الإنسان في خطّ الهداية الإلهية غير متبع لهواه ، ليستطيع أن يستضيء بهذه الأنوار.
(وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥١) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (٥٣) أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٥٤) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) (٥٥)
سبب النّزول
نقل المفسرون ورواة الأخبار روايات كثيرة ومختلفة في شأن نزول الآيات المتقدمة ، والجامع المشترك فيها واحد ، وهو إيمان طائفة من علماء اليهود والنصارى والأفراد الذين يتمتعون بقلوب طاهرة ـ بالقرآن ونبي الخاتم صلىاللهعليهوآله.
قال سعيد بن جبير نزلت في سبعين من القسيسين بعثهم النجاشي فلما قدموا على النبي صلىاللهعليهوآله قرأ عليهم «يس والقرآن الحكيم» حتى ختمها فجعلوا يبكون وأسلموا.
التّفسير
طلاب الحق من أهل الكتاب آمنوا بالقرآن : حيث إنّ الآيات السابقة كانت تتحدث عن حجج المشركين الواهية أمام الحقائق التي يقدّمها القرآن الكريم ، فإنّ هذه الآيات محل البحث تتحدث عن القلوب المهيّأة لقبول قول الحق. يقول القرآن في هذا الصدد : لقد أنزلنا لهم آيات القرآن تباعاً ، (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
إلّا أنّ (اليهود والنصارى) (الَّذِينَءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتبَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ). لأنّهم