يتلاءم مع أي منطق ويعتبر ضعيفاً من عدّة جهات ، هي :
١ ـ إنّ الإعتقاد بوجود ابن لله يعتبر إهانة عظيمة لمحضره المقدّس ، لأنّه سبحانه وتعالى ليس بجسم ، وليست فيه الصفات الجسمانية ، ولا يحتاج في بقائه إلى النسل. لذا فالإعتقاد بهذا الأمر يدل على عدم المعرفة بالصفات الإلهية.
٢ ـ كيف تعتقدون بأنّ أولاد الله كلّهم بنات ، في حين أنّكم ترون البنات أدنى مكانة واحتراماً من الأولاد؟ هذا الإعتقاد السفية يعتبر إهانة اخرى إلى مقام الله تبارك وتعالى.
٣ ـ هذا الإعتقاد يعتبر إهانة لمقام ملائكة الله الذين يعتبرون من المقربين للعرش ، فأنتم تصابون بالرعب بمجرد سماع كلمة «بنت» ، في حين تعتبرون هؤلاء المقربين من العرش إناثاً؟
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً (٤١) قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (٤٢) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً (٤٣) تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (٤٤)
كيف يفرّون من الحق؟ كان الحديث في الآيات السابقة يتعلق بقضيتي التوحيد والشرك ، لذا فإنّ هذه الآيات تتابع هذا الموضوع بوضوح وقاطعية أكبر ، ففي البداية تتحدث عن لجاجة بعض المشركين وعنادهم في قبال أدلة التوحيد فتقول : (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هذَا الْقُرْءَانِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا).
«صرّف» : مشتقّة من «تصريف» وتعني التغيير والتحويل ، وكونها على وزن «تفعيل» يؤكّد معنى الكثرة ، وبما أنّ القرآن يستخدم تعابير متنوعة وفنوناً كلامية مختلفة من أجل تنبيه المشركين ، إذ يستخدم الاستدلال العقلي المنطقي والفطري أو التهديد والترغيب ، لذا فإنّ كلمة «صرّفنا» تناسب هذا التنوع في هذا المقام.
وهنا قد يطرح هذا السؤال : إذاً ما الفائدة من ذكر كل ذلك ، إذا كانت النتائج معكوسة؟ إنّ جواب هذا السؤال واضح ، إذ أنّ القرآن لم ينزل لفرد أو لمجموعة خاصه ، ولكنه للمجتمع كافة ، وطبيعي أنّ جميع الناس ليسوا على منوال المعاندين ، إذ هناك الكثير ممن يتّبع