ومطرودة من رحمة الله تعالى ومقام الربوبية ، خصوصاً تلك المجاميع مثل بني أمية واليهود قساة القلب ، والمعاندين وكل الذين يسيرون على خطاهم. وشجرة الزقوم في القيامة تمثّل الأشجار الخبيثة في العالم الآخر ، وكل هذه الأشجار الخبيثة (المجاميع المعنيّة) هي لاختبار وتمحيص المؤمنين الصادقين في الحياة الدنيا.
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (٦١) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً (٦٢) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً (٦٣) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً (٦٤) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) (٦٥)
هذه الآيات تشير إلى قضية امتناع إبليس عن إطاعة أمر الله في السجود لآدم عليهالسلام ، والعاقبة السيئة التي انتهى إليها.
إنّ طرح هذه القضية بعد ما ذكر عن المشركين المعاندين هو إشارة إلى أنّ الشيطان يعتبر نموذجاً كاملاً للإستكبار والكفر والعصيان. ثمّ انظروا إلى أين وصلت عاقبته ، لذا فإنّ من يتبعه سيصير إلى نفس العاقبة. الآية تقول : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلِكَةِ اسْجُدُوا لِأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ).
إنّ هذه السجدة التي أمر الله تعالى بها هي نوع من الخضوع والتواضع بسبب عظمة خلق آدم عليهالسلام وتميّزه عن سائر الموجودات ، أو هي سجود للخالق جلّ وعلا في قبال خلقه لهذا المخلوق المتميز.
فقد سيطر الكبر والغرور على إبليس وتحكّمت الأنانية في عقله ، ظنّاً منه بأنّ التراب والطين اللذان يعتبران مصدراً لكل الخيرات ومنبعاً للحياة أقل شأناً وأهمية من النار ، لذا اعترض على الخالق جلّ وعلا وقال : (قَالَءَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا).