(أُولُوا بَقِيَّةٍ) أولوا فضل وخير. أي فلو كان منهم أولوا مراقبة وخشية من انتقام الله.
(إِلَّا قَلِيلاً) استثناء منقطع. والمعنى : ولكن قليلا ممن أنجينا من القرون نهوا عن الفساد ، وسائرهم تاركون للنهى.
(مِمَّنْ أَنْجَيْنا) من ، للبيان لا للتبعيض ، لأن النجاة انما هى للناهين وحدهم.
(وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا) أي تاركوا النهى عن المنكرات.
(ما أُتْرِفُوا فِيهِ) أي ما غرقوا فيه من حب الرئاسة والثروة ، ورفضوا ما وراء ذلك ونبذوه وراء ظهورهم.
(وَكانُوا مُجْرِمِينَ) مغمورين بالآثام.
١١٧ ـ (وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ) :
(وَما كانَ) وما صح واستقام.
(لِيُهْلِكَ) اللام لتأكيد النفي.
(بِظُلْمٍ) حال من الفاعل.
والمعنى : واستحال فى الحكمة أن يهلك الله القرى ظالما أهلها.
(وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ) وأهلها قوم مصلحون ، تنزيها لذاته عن الظلم ، وإيذانا بأن إهلاك المصلحين من الظلم.
١١٨ ـ (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ) :
(أُمَّةً واحِدَةً) أي ملة واحدة ، فهو لم يضطرهم الى ذلك ولكنه مكنهم من الاختيار الذي هو أساس التكليف ، فاختار بعضهم الحق وبعضهم الباطل ، فاختلفوا.
١١٩ ـ (إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) :
(إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) الا ناسا هداهم الله ولطف بهم.
(وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) إشارة الى ما دل عليه الكلام الأول وتضمنه.