(قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) وضعت إعادة الخلق لظهور برهانها موضع ما ان دفعه دافع كان مكابرا رادا للظاهر البين الذي لا مدخل للشبهة فيه دلالة على أنهم فى انكارهم لها منكرون أمرا مسلما معترفا بصحته عند العقلاء.
(قُلِ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) أمر الله نبيه بأن ينوب عنهم فى الجواب ، يعنى أنه لا يدعهم لجاجهم ومكابرتهم أن ينطقوا بكلمة الحق فكلم عنهم.
٣٥ ـ (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) :
(مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِ) يقال : هداه الى الحق ، وللحق فجمع بين اللغتين.
(أَمَّنْ لا يَهِدِّي) أي : أم من لا يهتدى ، أو لا يهدى غيره.
(فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) بالباطل ، حيث تزعمون أنهم أنداد الله.
٣٦ ـ (وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) :
(وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ) فى إقرارهم بالله.
(إِلَّا ظَنًّا) لأنه قول غير مستند الى برهان عندهم.
(إِنَّ الظَّنَ) فى معرفة الله.
(لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِ) وهو العلم.
(إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) وعيد من اتباع الظن.
٣٧ ـ (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) :