القرآن الكريم» الذي اصدره المجلس ، كما اشتركت في لجنة التفسير بمجمع البحوث الاسلامية في الازهر الشريف ، وقمت بتدريس مادة التفسير عدة سنوات في كلية اللغة العربية ، حرسها الله معقلا للغة القرآن وأدب العرب.
وفي كتابي «أدب الاحاديث القدسية» ، وكتابي «من أدب النبوة» استعنت كثيرا بالآيات القرآنية في الشرح والايضاح ، لا يماني بأن الاحاديث ينبغي أن نفهمها في ضوء القرآن الحكيم.
ولقد نشرت في أحيان متباعدة سلسلة مقالات عن طائفة من «المفردات القرآنية» ، على طريقة استيعاب الكلمة القرآنية في كل استعمالاتها في كتاب الله عزوجل ، وقد تحدثت عن ذلك في كتابي «قصة التفسير» (١). وفي أغلب الاوقات أجعل محاضراتي العامة للناس مستمدة من تفسير التنزيل المجيد.
أذكر هذا كله تحدثا بنعمة الله وشكرا له ، ورجاء في فضله أن يديم عليّ نعمة الارتباط بكتابه ، والاستمداد منه ، والاهتداء به.
وها هي ذي موضوعات «أخلاق القرآن» تربطني بالقرآن أكثر وأكثر ، لانها تدفعني ـ مع كل موضوع ـ الى الآيات الكريمة أنظر فيها ، وأتقلب في مجانيها ، فيتصل الحمد والشكر لواهب القوى والقدر.
ولذلك لست مبالغا حين أقرر أنني اشعر بسعادة غامرة وأنا أقدم هذا الجزء الثاني من كتابي «أخلاق القرآن». وما زال فضل الله واسعا بلا انقطاع.
* * *
__________________
(١) انظر كتابي «قصة التفسير» ص ١٦٤ و ١٦٥