إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

موسوعة أخلاق القرآن [ ج ٢ ]

موسوعة أخلاق القرآن [ ج ٢ ]

72/272
*

الفتوة

كلمة «الفتوة» في الأصل تفيد معنى الشباب والحداثة ، والشاب الحديث السن يسمى «فتى». ولكن كلمة «الفتوة» كسبت في الاستعمال معاني أخلاقية كثيرة ، فجاء في القاموس أن الفتوة هي الكرم ، وأن الفتى هو السخي الكريم ، وجاء في «أساس البلاغة» أن الفتوة هي الحرية والكرم ، كما جاء في المعاجم غير هذه المعاني ، ونستطيع أن نقول ان كلمة «الفتوة» توحي في مدلولها العام بمعنى القوة الحسية والقوة النفسية.

وقد توسع بعض علماء الأخلاق في الاسلام ، في تصور المراد من فضيلة «الفتوة» ، فذكروا أنها هي التي يعبّر عنها بكلمة «مكارم الأخلاق» ، وجمعوا بينها وبين الحديث الشريف القائل : «ان الله بعثني لأتمم مكارم الأخلاق ، ومحاسن الافعال». ولعل هذا هو السر في أن الأخلاقيين قالوا في تعريف الفتوة انها استعمال الأخلاق الكريمة مع الناس ، وكف الأذى عنهم ، واحتمال الأذى منهم ، وقال الفضيل بن عياض : ان الفتوة هي الصفح عن عثرات الاخوان ، وقال الحارث المحاسبي : ان الفتوة أن تنصف غيرك ، ولا تنتصف من غيرك ، وقال الجنيد : الفتوة كف الأذى وبذل الندى ، وقال الهروي : نكتة الفتوة ألا تشهد لك فضلا ، ولا ترى لك حقا ، الى غير ذلك من التعريفات التي جالت بكلمة «الفتوة» في معان كثيرة من رياض المكارم والفضائل ،