حيث ابانوا ان الفتوة تدعو الى نبل التصرف ، والترفع عن الصغائر ، والتصون من الدنايا ، والسماحة في المعاملة ، والتنزه عما يستحي منه الكريم ، حتى قال ابو حفص النيسابوري : «من يرى الفتيان ولا يستحي منهم في شمائله وأفعاله فهو فتى». ولا يراد بعدم الاستحياء هنا الجرأة او الوقاحة او قلة المبالاة بالذنب. وانما يراد به ان الانسان لا يرتكب أي شيء معيب يستحيي منه ، وعلى هذا الوجه فسر بعض العلماء حديث رسول الله عليه الصلاة والسّلام : «اذا لم تستح فاصنع ما شئت».
كما ان عدم الاستحياء ههنا لا يعني ضعفا او هوانا ، لان من اعلام الاخلاقيين من اخبرنا بشعره ان الفتوة ثبات واطمئنان ، وقوة عزيمة ، فقال :
ان الفتوة ما ينفك صاحبها |
|
مقدما عند رب الناس والناس |
ان الفتى من له الايثار تحلية |
|
فحيث كان فمحمول على الراس |
ما ان تزلزله الاهواء بقوتها |
|
لكونه ثابتا كالراسخ الراسي |
لا حزن يحكمه ، لا خوف يشغله |
|
عن المكارم حال الحرب والباس |
* * *
واذا كان العلماء قد فرقوا بين «الفتوة» و «المروءة» بان المروءة أعم من الفتوة ، وان الفتوة نوع خاص من المروءة تعد مروءة ، ولا تعد كل مروءة فتوة ، فان صاحب فضيلة الفتوة لا يصدق في تحليه بها الا