الامانة
الأمانة مصدر أمنه يأمنه أمانة ، أي وثق به واطمأن اليه ، ولم يخفه ، والأمين هو الثقة المؤتمن ، ويذكر ابن فارس أن مادة «الأمانة» لها أصلان متقاربان ، أولهما الامانة التي هي ضد الخيانة ، ومعناها سكون القلب ، والآخر التصديق ، والمعنيان متدانيان. وأصل الامن هو طمأنينة النفس وزوال الخوف ، ونلاحظ ان هناك ثلاثة ألفاظ من مادة الالف والميم والنون ، وبينها علاقة او رابطة ، وهذه الكلمات هي ، الامن ، والامانة ، والايمان ، والمعنى المشترك بينها هو الاطمئنان ، لأن الامانة تدل على الثقة ، والثقة اطمئنان ، والأمن عدم الخوف ، وعدم الخوف اطمئنان ، والايمان تصديق واذعان ، وفيهما استقرار واطمئنان.
والامانة بمعناها الاخلاقي شعور بالتبعة ، واحتكام الى الضمير اليقظ ، ونهوض بالرعاية لكل ما في عهدة الانسان من شيء حسي أو معنوي ، وكأن الحديث النبوي يرمز الى هذا المعنى حين يقول : «كلكم راع ، وكل راع مسؤل عن رعيته».
ولقد تحدث القرآن الكريم عن فضيلة «الامانة» في أكثر من موطن ، منوها بشأنها ، حاثا على رعايتها وصيانتها ، ومن الآيات المجيدة التي جاء فيها ذكر الامانة قول الله تعالى في سورة الاحزاب : (إِنَّا