مقدمة المؤلف
هذا هو الجزء الثاني من كتابي «أخلاق القرآن» أقدمه الى قرائي راجيا أن يكون عملا مقبولا عند الله سبحانه ، وأن يكون محمود الاثر والثمر عند الناس ، والله وحده هو الذي تتم بفضله الصالحات.
ولقد ختمت الجزء الاول من هذا الكتاب بالعبارة التالية :
«أما بعد ، فيا أخي القارىء ، ان القرآن الكريم كنز نعرف أوله ، ولكننا لا نبلغ بجهدنا القليل غايته ، فهو واسع فسيح ، وما سبق من حديث عن «أخلاق القرآن» لم يستوعب كل ما تحدث عنه كتاب الله من فضائل ومكارم ، والرجاء في عون الله كبير ، والأمل في عودة الى مواصلة الحديث عن «أخلاق القرآن» قريب غير بعيد ، فالى لقاء بمشيئة الله».
وها قد شاء الله أن يمد في الاجل ، وأن يبارك في العمل ، وأن يحقق الأمل ، فنعود الى اللقاء حول مائدة القرآن الكريم ، لنستمد منه الدواء والغذاء والضياء ، ولنتخذه خير ما يزكي النفوس ويحيي القلوب ، وصدق العلي الكبير حين يقول : (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ، وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ