والوسيلة الأولى تتمثل في قول الرسول : «اذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فان ذهب عنه الغضب فليضطجع».
والوسيلة الثانية تتمثل في قوله : «ان الغضب من الشيطان» ، أي من أثر وسوسته ، وان الشيطان خلق من النار ، وانما تطفأ النار بالماء ، فاذا غضب فليتوضأ».
والوسيلة الثالثة تتمثل في الحديث الذي يقول ان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه رأى رجلا غاضبا ثائرا ، فقال : «اني لاعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».
وينبغي ان نتذكر ان الغضب قد يكون محمودا في بعض الاحيان ، وقد اشار الغزالي الى هذا حين قال : «وانما المحمود غضب ينتظر اشارة العقل والدين ، فينبعث حيث تجب الحميّة ، وينطفىء حيث يحسن العلم ، وحفظه على حد الاعتدال هو الاستقامة التي كلف الله بها عباده ، وهو الوسط الذي وصفه رسول الله صلىاللهعليهوسلم حيث قال : (خير الامور اوساطها).
فمن مال غضبه الى الفتور ، حتى احسّ من نفسه بضعف الغيرة وخسة النفس في احتمال الذل والضيم في غير محله ، فينبغي ان يعالج نفسه حتى يقوى غضبه ، ومن مال غضبه الى الافراط حتى جرّه الى التهور واقتحام الفواحش ، فينبغي ان يعالج نفسه لينقص من سورة الغضب ، ويقف على الوسط الحق بين الطرفين فهو الصراط المستقيم».
نسأل الله تبارك وتعالى ان يجملنا بخلق الاستقامة على سواء السبيل.