وشدة الرعدة في الأطراف ، وخروج الأفعال عن الترتيب والنظام ، واضطراب الحركة والكلام ، حتى يظهر الزبد على الاشداق ، وتحمر الأحداق ، وتنقلب المناخر ، وتستحيل الخلقة.
ولو رأى الغضبان في حالة غضبه قبح صورته ، لسكّن غضبه حياء من قبح صورته ، واستحالة خلقته ، وقبح باطنه أعظم من قبح ظاهره ، فان الظاهر عنوان الباطن ، وانما قبحت صورة الباطن اولا ، ثم انتشر قبحها الى الظاهر ثانيا ، فتغير الظاهر ثمرة تغير الباطن ، فقس الثمرة بالمثمرة ، فهذا أثره في الجسد.
وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش من الكلام الذي يستحي منه ذو العقل ، ويستحي منه قائله عند فتور الغضب ، وذلك مع تخبط النظم واضطراب اللفظ.
وأما أثره على الأعضاء فالضرب والتهجم والتمزيق والقتل والجرح عند التمكن من غير مبالاة ، فان هرب منه المغضوب عليه ، أو فاته بسبب ، وعجز عن التشفي ، رجع الغضب على صاحبه ، فمزق ثوب نفسه ، ولطم نفسه ، وقد يضرب بيده على الأرض ، ويعدو عدو الواله السكران والمدهوش المتحير ، وربما يسقط صريعا ، لا يطيق العدو والنهوض بسبب شدة الغضب ، ويعتريه مثل الغشية ، وربما يضرب الجمادات والحيوانات ، فيضرب القصعة مثلا على الأرض ، وقد يكسر المائدة اذا غضب عليها ، ويتعاطى أفعال المجانين ، فيشتم البهيمة والجمادات ويخاطبها» أه.
* * *
وقد أرشدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم الى وسائل تتقي بها عواقب الغضب السيئة ، وتؤدي بنا الى التحلي بحلية كظم الغيظ ،