(إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ) ، يعني : المؤمنين الذين يسمعون الذكر فيتبعونه وينتفعون به دون من ختم الله على سمعه ، (وَالْمَوْتى) ، يعني : الكفار ، (يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) ، فيجازيهم (١) بأعمالهم.
قوله عزوجل : (وَقالُوا) ، يعني : رؤساء قريش ، (لَوْ لا) ، هلّا ، (نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ، ما عليهم في إنزالها.
قوله عزوجل : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ) ، قيّد الطيران بالجناح تأكيدا كما يقال : نظرت بعيني وأخذت بيدي ، (إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) ، قال مجاهد : أصناف مصنفة تعرف بأسمائها يريد أن كل جنس من الحيوان أمة ، فالطير أمة ، والهوام أمة ، والدواب (٢) أمة ، والسباع أمة ، تعرف بأسمائها مثل بني آدم ، يعرفون بأسمائهم ، يقال : الأنس والناس.
[٨٦٨] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم البغوي أنا علي بن الجعد أنا المبارك هو ابن فضالة عن الحسن عن عبد الله بن مغفل :
عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «لو لا أنّ الكلاب أمة [من الأمم](٣) لأمرت بقتلها ، فاقتلوا منها كل أسود بهيم».
وقيل : أمم أمثالكم يفقه بعضهم عن بعض ، وقيل : أمم أمثالكم في الخلق والموت والبعث ، وقال عطاء : أمم أمثالكم في التوحيد والمعرفة ، قال ابن قتيبة : أمم أمثالكم في الغذاء وابتغاء الرزق وتوقي المهالك ، (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ) ، أي : في اللوح المحفوظ ، (مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) ، قال ابن عباس والضحاك : حشرها موتها ، وقال أبو هريرة : يحشر الله الخلق كلهم يوم القيامة البهائم والدواب والطير ، وكل شيء فيقتصّ للجماء من القرناء ، ثم يقول : كوني ترابا فحينئذ يقول (٤) الكافر : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً)(١) [النبأ : ٤٠].
[٨٦٩] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي أنا أبو الحسن الطيسفوني أخبرنا عبد الله بن عمر
__________________
[٨٦٨] ـ حديث حسن صحيح. إسناده غير قوي ، مبارك بن فضالة ، صدوق يخطئ ، لكن توبع هو ومن دونه ، وفي الباب أحاديث تقويه.
وهو في «شرح السنة» ٢٧٧٤ بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود ٢٨٤٥ والترمذي ١٤٨٦ و ١٤٨٩ والنسائي (٧ / ١٨٥ و ١٨٨) وابن ماجه ٣٢٠٥ وأحمد (٤ / ٨٥) و (٥ / ٥٤ و ٥٦ و ٥٧) وابن حبان ٥٦٥٦ و ٥٦٥٧ والدارمي (٢ / ٩٠) والطحاوي (٤ / ٥٤) من طرق عن الحسن به.
وله شاهد من حديث جابر ، أخرجه ابن أبي شيبة (٥ / ٤٠٦) و (٦ / ١٠) وابن حبان ٥٦٥٨ من طرق عن أبي الزبير عن جابر ، ورجال الإسناد ثقات. وعجز الحديث عند مسلم ٢٨٠.
(١) أخرجه الطبري ١٣٢٢٥ عن أبي هريرة موقوفا.
[٨٦٩] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم.
العلاء هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي.
وهو في «شرح السنة» ٤٠٥٩ بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ٢٥٨٢ والترمذي ٢٤٢٠ والبخاري في «الأدب المفرد» ١٨٣ وأحمد (٢ / ٢٣٥ و ٣٠١ و ٣٧٢ و ٤١١) وابن حبان ٧٣٦٣ من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن به.
__________________
(١) في المطبوع «فيخزيهم».
(٢) في المطبوع «والذباب».
(٣) زيد في المطبوع و «سنن الترمذي».
(٤) في المطبوع وط «يتمنى».