أنا أحمد بن عبد الله [ثنا حسن بن موسى](١) أنا حماد بن زيد أنا عاصم بن أبي النجود عن زرّ بن حبيش قال :
أتيت صفوان بن عسال المرادي فذكر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أن الله عزوجل جعل بالمغرب بابا مسيرة عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من قبله» ، وذلك قول الله تعالى : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ).
[٩٠٨] وروى أبو حازم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا : الدجال ، والدابّة ، وطلوع الشمس من مغربها».
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (١٥٩))
قوله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) ، قرأ حمزة والكسائي : فارقوا ، بالألف هنا وفي سورة الروم ، أي : خرجوا من دينهم وتركوه ، وقرأ الآخرون : فرقوا مشدّدا ، أي : جعلوا دين الله وهو واحد دين إبراهيم عليهالسلام الحنيفية أديانا مختلفة فتهود قوم وتنصّر قوم ، يدلّ عليه قوله عزوجل : (وَكانُوا شِيَعاً) ، أي : صاروا فرقا مختلفة وهم اليهود والنصارى في قول مجاهد وقتادة والسدي ، وقيل : هم أصحاب البدع والشبهات من هذه الأمة.
[٩٠٩] وروي عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لعائشة : «يا عائشة إنّ الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا هم أصحاب البدع ، [وأصحاب الأهواء](١) من هذه الأمّة».
[٩١٠] حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد زياد الحنفي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد
__________________
وأخرجه ابن ماجه ٤٠٧٠ وابن حبان ١٣٢١ والطبري ١٤٢١٢ و ١٤٢١٣ و ١٤٢٢١ و ١٤٢٢٢ من طرق عن عاصم بن أبي النجود به.
(١) ما بين المعقوفتين مستدرك من «مسند أحمد».
[٩٠٨] ـ صحيح. أخرجه مسلم ١٥٨ والترمذي ٣٠٧٤ وأحمد (١ / ١٠٧) وأبو يعلى ٦١٨٠ و ٦١٧٢ من طرق عن أبي حازم به.
وانظر «صحيح مسلم» ٢٩٤٧ في (الفتن. باب في بقية من أحاديث الدجال) و ٢٩٠١.
[٩٠٩] ـ ضعيف. أخرجه الطبراني في «الصغير» ٥٦٠ وأبو نعيم (٤ / ١٣٨) والبيهقي في «الشعب» ٧٢٣٩ ، ٧٢٤٠ وابن الجوزي في «الواهيات» ٢٠٩ من حديث عمر.
قال ابن الجوزي رحمهالله : لا يثبت ، وبقية بن الوليد مدلس ، والظاهر أنه سمعه من ضعيف فأسقطه ا ه.
وأعله الهيثمي في «المجمع» ٨٩٦ بضعف بقية ومجالد ا ه.
وكرره الهيثمي ١١٠٠٨ من هذا الوجه عن عمر وقال : إسناده جيد.
ولعل ذلك إما من النساخ أو هو سبق قلم ، فإنه من الطريق الذي أعلّه أولا.
والحديث ضعفه ابن كثير في «التفسير» (٢ / ٢٤٩) بقوله : غريب ، ولا يصح رفعه ا ه.
وانظر «تفسير الشوكاني» ٩٥٧.
[٩١٠] ـ حديث حسن ، إسناده لين لأجل عبد الرحمن بن عمرو فإنه مقبول ، لكن تابعه حجر بن حجر ، وتابعهما ابن أبي بلال ، وفي رواية : أبو بلال كما سيأتي. وبكل حال الحديث حسن بطرقه ، ولأكثره شواهد.
وهو في «شرح السنة» ١٠٢ وفي «الأنوار» ١٢٣٢ بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي ٢٦٧٦ وابن ماجه ٤٤ والطحاوي في «المشكل» ١١٨٦ وابن أبي عاصم في «السنة» ٥٤ والدارمي
__________________
(١) في المطبوع وط «الشبهات».