هذا النداء إذا رأوا الجنّة من بعيد نودوا أن تلكم الجنّة ، وقيل : هذا النداء يكون في الجنّة.
[٩٢٢] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الخطيب أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحارث أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي أنبأنا عبد الله بن محمود (١) أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الخلال حدثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن أبي إسحاق عن الأغر عن :
أبي سعيد عن أبي هريرة قالا : ينادي مناد : إنّ لكم أن تصحّوا فلا تسقموا أبدا ، وإنّ لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإنّ لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدا ، وإنّ لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا ، فذلك قوله : (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج عن إسحاق بن إبراهيم وعبد (٢) بن حميد عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري بهذا الإسناد مرفوعا.
[٩٢٣] وروي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من أحد إلّا وله منزلة في الجنّة ومنزلة في النار ، فأمّا الكافر فإنه يرث المؤمن منزله من النار ، والمؤمن يرث الكافر ومنزله من الجنّة».
(وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (٤٤))
قوله تعالى : (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا) ، من الثواب ، (حَقًّا) ، أي : صدقا ، (فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ) ، من العذاب ، (حَقًّا قالُوا نَعَمْ) ، قرأ الكسائي بكسر العين حيث كان ، والباقون بفتحها وهما لغتان ، (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ) ، أي : نادى مناد أسمع الفريقين ، (أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) ، قرأ أهل المدينة والبصرة وعاصم : (أن) خفيف ، لعنة رفع ، وقرأ الآخرون بالتشديد ، (لَعْنَةُ اللهِ) بالنصب (عَلَى الظَّالِمِينَ) ، أي : الكافرين.
(الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ (٤٥) وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ
__________________
(١) وقع في الأصل «محمد» والتصويب من «شرح السنة» و «الأنوار» ١١٨٤ و ١٢٤٢.
[٩٢٢] ـ إسناده صحيح رجاله ثقات.
سفيان هو ابن سعيد الثوري ، أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السّبيعي ، الأغرّ هو أبو مسلم المديني.
وهو في «شرح السنة» ٤٢٧٩ بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ٢٨٣٧ والترمذي ٣٣٤٦ والنسائي في «الكبرى» ١١١٨٤ وعبد بن حميد في «المنتخب» ٩٤٠ والدارمي ٢٨٢٧ وأحمد (٢ / ٣١٩) و (٣ / ٣٨ و ٩٥) وأبو نعيم في «صفة الجنة» ٨٧ و ٢٩٠ من طرق عن أبي إسحاق السبيعي به.
(٢) وقع في الأصل «عبد الرحمن» وهو تصحيف والتصويب من «شرح السنة» (٧ / ٥٤٤) و «صحيح مسلم».
[٩٢٣] ـ أخرجه ابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» (٤ / ١٥٩) (الزخرف : ٧٢) عن الفضل بن شاذان المقرئ حدثنا يوسف بن يعقوب حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعا ، وإسناده حسن ، رجاله ثقات ، أبو بكر بن عياش فيه كلام لا يضر.
وورد عن أبي بكر بن عياش بهذا الإسناد بلفظ «كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول : لو أن الله هداني فيكون عليهم حسرة ، قال : وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول : لو لا أن الله هداني قال : فيكون له شكرا» لفظ أحمد وغيره.
أخرجه النسائي في «الكبرى» ١١٤٥٤ وأحمد (٢ / ٥١٢) والحاكم (٢ / ٤٣٥ ، ٤٣٦) والبيهقي في «البعث والنشور» ٢٦٩.
وإسناده حسن.