[٩٢٥] ورواه مقاتل في تفسيره مرفوعا : «هم رجال غزوا في سبيل الله عصاة لآبائهم فقتلوا ، فأعتقوا من النار بقتلهم في سبيل الله وحبسوا عن الجنة بمعصية آبائهم ، فهم آخر من يدخل الجنّة».
وروي عن مجاهد : أنهم أقوام رضي عنهم أحد الأبوين دون الآخر ، يحبسون على الأعراف إلى أن يقضي الله بين الخلق ، ثم يدخلون الجنّة. وقال عبد العزيز بن يحيى الكناني (١) : هم الذين ماتوا في الفترة ولم يبدلوا دينهم. وقيل : هم أطفال المشركين. وقال الحسن : هم أهل الفضل من المؤمنين علوا على الأعراف فيطّلعون على أهل الجنّة وأهل النار جميعا ، ويطالعون أحوال الفريقين. قوله تعالى : (يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) ، أي : يعرفون أهل الجنّة ببياض وجوههم وأهل النّار بسواد وجوههم. (وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) ، أي : إذا رأوا أهل الجنة قالوا سلام عليكم ، (لَمْ يَدْخُلُوها) ، يعني : أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنّة ، (وَهُمْ يَطْمَعُونَ) ، في دخولها ، قال أبو العالية : ما جعل الله ذلك الطمع فيهم إلا كرامة يريدها بهم. قال الحسن : الذي جعل الطمع في قلوبهم يوصلهم إلى ما يطمعون.
(وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٧) وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (٤٨) أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٤٩))
(وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ) ، تعوّذوا بالله ، (قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ، يعني : الكافرين في النار.
(وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً) ، كانوا عظماء في الدنيا من أهل النار ، (يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ) ، في الدنيا من المال والولد ، (وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ) ، عن الإيمان. قال الكلبي : نادوهم (٢) وهم على السور : يا وليد بن المغيرة يا أبا جهل بن هشام يا فلان ، [وهم ينظرونهم في النار](٣) ، ثم ينظرون إلى الجنّة فيرون فيها الفقراء والضعفاء ممن كانوا يستهزءون بهم ، مثل سلمان وصهيب وخباب وبلال
__________________
[٩٢٥] ـ حديث ضعيف. عزاه المصنف لمقاتل ، ولم ينسبه ، فإن كان ابن سليمان ، فهو متروك كذاب ، وإن كان ابن حيان ، فإن عنده مناكير.
وأخرجه الطبري ١٤٧١٣ والبيهقي في «البعث» ١١٢ و ١١٣ والطبراني كما في «المجمع» ١١٠١٤ من حديث عبد الرحمن المزني وعند بعضهم «المدني».
وأعله البيهقي بأبي معشر نجيح السندي ، وأنه ضعيف ، وكذا ضعفه الهيثمي في «المجمع» به ، وفيه يحيى بن شبل ، وهو مجهول.
وأخرجه الطبري ١٤٧١٢ عن يحيى بن شبل : أن رجلا من بني النضير أخبره ، عن رجل من بني هلال أن أباه أخبره أنه سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن أصحاب الأعراف .... فذكره بسياق المصنف ، وإسناده ضعيف فيه من لم يسمّ.
وورد من حديث أبي سعيد الخدري أخرجه الطبراني في «الصغير» ٦٦٦ وأعله الهيثمي في «المجمع» ١١٠١٣ بمحمد بن مخلد الرعيني ، وأنه ضعيف.
وورد من حديث أبي هريرة عند البيهقي ١١٥ وفيه أبو معشر ، وهو ضعيف ، ومدار عامة هذه الطرق عليه ، وورد موقوفا عن حذيفة وغيره ، وهو الراجح ، والله أعلم.
__________________
(١) في المطبوع «الكتاني».
(٢) في المطبوع «ينادون».
(٣) زيادة عن المخطوط.