والشين ، جمع نشور ، مثل صبور وصبر ورسول ورسل ، أي : متفرّقة وهي الرياح التي تهبّ من كل ناحية. (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) ، أي : قدام المطر.
[٩٢٩] أخبرنا عبد الوهّاب بن محمد الخطيب أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنبأنا أبو العباس الأصم أنبأنا الربيع أنبأنا الشافعي أنبأنا الثقة عن الزهري عن ثابت بن قيس عن أبي هريرة قال :
أخذت الناس ريح بطريق مكة وعمر حاج فاشتدّت ، فقال عمر رضي الله عنه لمن حوله : ما بلغكم في الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئا ، فبلغني الذي سأل عمر عنه من أمر الريح فاستحثثت راحلتي حتى أدركت عمر وكنت في مؤخر الناس ، فقلت : يا أمير المؤمنين أخبرت أنك سألت عن الريح وإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «الريح (١) من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب فلا تسبوها وسلوا الله من خيرها وتعوّذوا به من شرّها».
ورواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري بإسناده (٢). (حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ) ، حملت الرياح ، (سَحاباً ثِقالاً) ، بالمطر ، (سُقْناهُ) ، ردّ الكناية إلى السحاب (١) ، (لِبَلَدٍ مَيِّتٍ) ، أي : إلى بلد ميت محتاج إلى الماء. وقيل : معناه لإحياء بلد ميت لا نبات فيه ، (فَأَنْزَلْنا بِهِ) ، أي : بالسحاب. وقيل : بذلك البلد ، (الْماءَ) ، يعني : المطر ، (فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى) ، استدل بإحياء الأرض بعد موتها على إحياء الموتى ، (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، قال أبو هريرة وابن عباس : إذا مات الناس كلهم في النفخة الأولى أرسل الله عليهم مطرا كمنيّ الرجال من (٢) تحت العرش يدعى ماء الحيوان ، فينبتون في قبورهم نبات الزرع حتى إذا استكملت أجسادهم نفخ فيهم الروح ، ثم يلقي عليهم النوم فينامون في قبورهم ، ثم يحشرون بالنفخة الثانية وهم يجدون طعم النوم في رءوسهم وأعينهم ، فعند ذلك يقولون : (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) [يس : ٥٢].
قوله تعالى : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ) ، هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر (٣) ، فمثل المؤمن مثل البلد الطيب يصيبه المطر فيخرج نباته بإذن ربّه ، (وَالَّذِي خَبُثَ) ، يريد الأرض السبخة التي ،
__________________
[٩٢٩] ـ حديث صحيح. إسناده ضعيف جدا شيخ الشافعي لم يسمّ ، وهو إبراهيم بن محمد ، فهو المراد حيث يقول الشافعي حدثني الثقة ، أو حدثني من لا أتهم ، وهو متروك الحديث ، اتهمه غير واحد. وكان الشافعي يوثقه ، ولكن لم ينفرد به بل توبع.
وهو في «شرح السنة» ١١٤٨ بهذا الإسناد ، وفي «مسند الشافعي» (١ / ٥ ، ١٧٦) عن الثقة عن الزهري به.
وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» ٢٠٠٠٤ عن معمر عن الزهري به.
والمرفوع منه فقط أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» ٧٢٠ والنسائي في «اليوم والليلة» ٩٣٢ وابن ماجه ٣٧٢٧ وابن أبي شيبة (١٠ / ٢١٦) وأحمد (٢ / ٢٥٠ و ٤٠٩ و ٤٣٦ و ٤٣٧) وابن حبان ١٠٠٧ من طرق عن الأوزاعي عن الزهري به.
وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو داود ٥٠٩٧ وأحمد (٢ / ٢٦٨ و ٥١٨) والبخاري في «الأدب المفرد» ٩٠٦ والنسائي ٩٣١ من طرق عن الزهري به.
وأخرجه النسائي في «اليوم والليلة» ٩٢٩ من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به.
(١) زيد في المطبوع لفظ «تأتي» وليست في ط ولا في «شرح السنة» أو «مسند الشافعي».
(٢) انظر «مصنف عبد الرزاق» (١١ / ٨٨)
__________________
(١) في المخطوط «المطر».
(٢) زيد في المطبوع «ماء».
(٣) في المطبوع «للمؤمنين والكافرين».