بعدهم ، فأصابه الذي أصاب عادا من البلاء والعذاب فهلك.
قال السدي : بعث الله على عاد الريح العقيم فلما دنت منهم نظروا إلى الإبل والرجال تطير بهم الريح بين السماء والأرض فلمّا رأوها تبادروا البيوت فدخلوها وأغلقوا أبوابهم ، فجاءت الريح فقلعت أبوابهم فدخلت عليهم فأهلكتهم فيها ، ثم أخرجتهم من البيوت ، فلمّا أهلكهم الله أرسل عليهم طيرا سوداء فنقلتهم إلى البحر فألقتهم فيه.
وروي أن الله عزوجل أمر الريح فأهالت عليهم الرمال ، فكانوا تحت الرمال سبع ليال وثمانية أيام لهم أنين تحت الرمل ، ثم أمر الريح فكشفت عنهم الرمال فاحتملتهم فرمت بهم في البحر ولم تخرج ريح قط إلا بمكيال إلا يومئذ فإنها عتت على الخزنة فغلبتهم فلم يعلموا كم كان مكيالها. وفي الحديث :
[٩٣١] «إنها خرجت على قدر خرق الخاتم». وروي عن علي : أن قبر هود بحضرموت في كثيب أحمر.
وقال عبد الرحمن بن سابط : بين الركن والمقام وزمزم قبر تسعة وتسعين نبيا ، (وإن قبر هود وشعيب وصالح وإسماعيل في تلك).
ويروى : أنّ النبيّ من الأنبياء إذا هلك قومه جاء هو والصالحون معه إلى مكة يعبدون الله فيها حتى يموتوا.
(وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٧٣))
قوله تعالى : (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً). وهو ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح ، وأراد هاهنا القبيلة. قال أبو عمرو بن العلاء : سميت ثمود لقلّة مائها ، والثمد : الماء القليل ، وكانت مساكنهم الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى ، (أَخاهُمْ صالِحاً) ، أي : أرسلنا إلى ثمود أخاهم في النسب لا في الدين ، وهو صالح بن عبيد بن آسف بن ماسح (١) بن عبيد بن خادر بن ثمود ، (قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) ، على صدق ، (هذِهِ ناقَةُ اللهِ) ، أضافها إليه على التفضيل والتخصيص ، كما يقال بيت الله ، (لَكُمْ آيَةً) ، نصب على الحال ، (فَذَرُوها تَأْكُلْ) ، العشب ، (فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ) ، لا تصيبوها بعقر ، (فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
(وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٧٤) قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ
__________________
[٩٣١] ـ لا أصل له في المرفوع ، وإنما ورد عن سلام بن سليمان عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث البكري قال : «خرجت أشكو العلاء بن الحضري ...» فقلت : «يا رسول الله إن رأيت أن تجعل بيننا وبين تميم حاجزا ...» وفيه : «قال أي الحارث : فما بلغني أنه بعث عليهم من الريح إلا قدر ما يجري في خاتمي هذا حتى هلكوا».
أخرجه أحمد (٣ / ٤٨٢) من طريق سلام بن سليمان به.
وأخرجه الترمذي ٣٢٧٣ عن أبي وائل عن رجل من ربيعة بنحوه.
وإسناده ضعيف لجهالة شيخ أبي وائل ، وفي الإسناد سلام بن سليمان وتقدم الكلام عليه.
__________________
(١) في ط «ماشيح».