عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة :
أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «الخيل لرجل أجر ، ولرجل ستر وعلى رجل وزر ، فأمّا الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج (١) أو روضة فما أصابت في طيلها (٢) ذلك [من المرج أو الروضة كان له حسنات ، ولو أنها قطعت طيلها ذلك فاستنت (٣)](١) شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك له حسنات ، فهي لذلك أجر ، ورجل ربطها تغنيا (٤) وتعففا ولم ينس حقّ الله في ظهورها ولا رقابها فهي لذلك ستر ، ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء (٥) لأهل الإسلام ، فهي على ذلك وزر» (٢). وسئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الحمر فقال : «ما أنزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨))» [الزلزلة : ٧ ، ٨].
(تُرْهِبُونَ بِهِ) ، تخوّفون به (عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ) ، أي : وترهبون آخرين ، (مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ) ، قال مجاهد ومقاتل وقتادة : هم بنو قريظة. وقال السدي : هم أهل فارس. وقال الحسن وابن زيد : هم المنافقون ، لا تعلمونهم لأنهم معكم يقولون لا إله إلّا الله. وقيل : هم كفار الجنّ. (وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ) ، يوفّى لكم أجره ، (وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) ، لا تنقص أجوركم.
(وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦١) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٣) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (٦٥))
قوله تعالى : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ) ، أي : مالوا إلى الصلح ، (فَاجْنَحْ لَها) ، أي : مل إليها وصالحهم.
__________________
أبو مصعب هو أحمد بن أبي بكر ، أبو صالح اسمه ذكوان.
وهو في «شرح السنة» ١٥٦٩ بهذا الإسناد ، وفي «الموطأ» (٢ / ٤٤٤) عن زيد بن أسلم به.
وأخرجه البخاري ٢٣٧١ و ٢٨٦٠ و ٣٦٤٦ و ٤٩٦٢ و ٤٩٦٣ و ٧٣٥٦ والنسائي (٦ / ٢١٦ ، ٢١٧) وابن حبان ٤٦٧٢ والبيهقي (١٠ / ١٥) من طرق عن مالك به.
وأخرجه مسلم ٩٨٧ والبيهقي (٤ / ١١٩) من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم به.
(١) المرج : موضع الكلأ.
(٢) الطيل : الحبل الطويل يشد أحد طرفيه في وتد أو غيره والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى.
(٣) استن الفرس : عدا لمرحه ونشاطه شوطا أو شوطين ، ولا راكب عليه.
(٤) تغنيا : استغناء بها عن الطلب من الناس.
(٥) نواء : أصله من ناء : إذا نهض ، ويستعمل في المعاداة.
__________________
(١) سقط من المخطوط وحده.
(٢) وقع في المتن اختلاف واضطراب في النسخ والمخطوط والمثبت عن «شرح السنة» و «الموطأ» والمخطوط.