الناس حتى يقولوا لا إله إلّا الله ، فمن قالها (١) عصم منّي ماله ونفسه إلا بحقّه وحسابه على الله»؟ فقال أبو بكر : والله لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حقّ المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدّونها إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم لقاتلتهم على منعها ، قال عمر رضي الله عنه : فو الله ما هو إلّا أنّ الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال (٢) ، فعرفت أنه الحق.
[١٠٣٣] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عمرو بن عباس ثنا ابن مهدي ثنا منصور بن سعد عن ميمون بن سياه عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من صلّى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا ، فذلك المسلم الذي له ذمّة الله وذمّة رسوله».
(وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (١٢) أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣))
قوله تعالى : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ) ، نقضوا عهودهم ، (مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ) ، عقدهم يعني مشركي قريش ، (وَطَعَنُوا) ، قدحوا (فِي دِينِكُمْ) ، وعابوه. فهذا دليل على أن الذمي إذا طعن في دين الإسلام ظاهرا لا يبقى له عهد ، (فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) ، قرأ أهل الكوفة والشام : (أَئِمَّةَ) بهمزتين حيث كان ، وقرأ الباقون : (٣) بتليين الهمزة الثانية. وأئمة الكفر : رءوس المشركين وقادتهم من أهل مكّة.قال ابن عباس : نزلت في أبي سفيان بن حرب والحارث (٤) بن هشام وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل وسائر رؤساء قريش يومئذ للذين نقضوا العهد ، وهم الذين همّوا بإخراج الرسول. وقال مجاهد : هم أهل فارس والروم. وقال حذيفة بن اليمان : ما قوتل (٥) أهل هذه الآية ولم يأت أهلها بعد ، (إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ) ، أي : لا عهود لهم ، جمع يمين. قال قطرب : لا وفاء لهم بالعهد. وقرأ ابن عامر : (لا أَيْمانَ لَهُمْ) ، بكسر الهمزة (٦) ، أي : لا تصديق لهم ولا دين. وقيل : هو من الأمان أي لا تؤمنوهم
__________________
[١٠٣٣] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
ابن مهدي هو عبد الرحمن.
وهو في «صحيح البخاري» ٣٩١ عن عمرو بن عباس بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي (٢ / ٣) من طريق ميمون بن سياه به.
وأخرجه البخاري ٣٩٢ وأبو داود ٢٦٤١ والترمذي ٢٦٠٨ والنسائي (٧ / ٧٦) و (٨ / ١٠٩) وأحمد (٣ / ١٩٩ و ٢٢٤ و ٢٢٥) وابن حبان ٥٨٩٥ وأبو نعيم في «الحلية» (٨ / ١٧٣) والخطيب في «تاريخ بغداد» (١٠ / ٤٦٤) والبيهقي (٢ / ٣) من طرق عن ابن المبارك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك مرفوعا بنحوه.
__________________
(١) العبارة في المطبوع «فمن قال لا إله إلا الله» والتصويب عن المخطوط و «صحيح البخاري».
(٢) العبارة في المطبوع «فو الله ما هو إلا رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال» والتصويب عن المخطوط و «صحيح البخاري».
(٣) في المخطوط «الآخرون».
(٤) في المطبوع «وأبي جهل».
(٥) في المخطوط «قوتلوا».
(٦) في المطبوع «الألف».