عن ابن عمر رضي الله عنهما :
عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم».
(يا أَبَتِ) ، قرأ أبو جعفر وابن عامر (يا أَبَتِ) بفتح التاء في جميع القرآن على تقدير : يا أبتاه ، [والوجه أن أصله يا أبتا بالألف وهي بدل عن ياء الإضافة ، فحذفت الألف كما تحذف التاء فبقيت الفتحة تدلّ على الألف كما تبقى الكسرة تدلّ على الياء عند حذف الياء ، وقرأ الآخرون (يا أَبَتِ) بكسر التاء في كل القرآن والوجه أن أصله : يا أبتي ، فحذفت الياء تخفيفا واكتفاء بالكسرة لأن باب النداء حذف يدلّ على ذلك قوله : (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ) [الزمر : ١٦](١) ، وقرأ الآخرون : (يا أَبَتِ) بكسر التاء لأن أصله : يا أبت (٢) والجزم يحرّك إلى الكسر. (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) ، أي : نجما من نجوم السماء ونصب الكواكب على التفسير (١) ، (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) ، ولم يقل رأيتها ساجدات (٣) ، والهاء والميم والياء والنون من كنايات من يعقل ، لأنه لما أخبر عنها بفعل من [يعقل](٤) عبّر عنها بكناية من يعقل ؛ كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) [النمل : ١٨] ، وكأن النجوم في التأويل أخواته ، وكانوا أحد عشر رجلا يستضاء بهم كما يستضاء بالنجوم والشمس أبوه والقمر أمه. قال قتادة وقال السدي : القمر خالته لأن أمه راحيل كانت قد ماتت. وقال ابن جريج : القمر أبوه والشمس أمه لأن الشمس مؤنّثة والقمر مذكّر ، وكان يوسف عليهالسلام ابن اثنتي عشرة سنة حين رأى هذه الرؤيا. وقيل : رآها ليلة الجمعة ليلة القدر فلما قصّها على أبيه.
(قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ) ، وذلك أن رؤيا الأنبياء عليهمالسلام وحي فعلم يعقوب أن أخوته إذا سمعوها حسدوه فأمره بالكتمان ، (فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً) ، فيحتالوا في إهلاكك (٥) لأنهم لا يعلمون تأويلها فيحسدونك ، واللام في قوله : (لَكَ) صلة ؛ كقوله تعالى : (لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) [الأعراف : ١٥٤]. وقيل : هو مثل قولهم نصحتك ونصحت لك وشكرتك وشكرت لك. (إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) ، أي : يزين لهم الشيطان ويحملهم على الكيد لعداوته القديمة.
[١١٧٨] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنبأنا أبو القاسم البغوي ثنا
__________________
(١) أي تمييز. فإن التمييز مفسر للذوات.
[١١٧٨] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري لتفرده عن علي بن الجعد ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
شعبة هو ابن الحجاج ، أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وهو في «شرح السنة» ٣١٦٨ بهذا الإسناد وفي «الجعديات» ١٦٢٤ عن علي بن الجعد به.
وأخرجه البخاري ٧٠٤٤ ومسلم ٢٢٦١ ح ٤ وأحمد (٥ / ٣٠٣) والنسائي في «اليوم والليلة» ٨٩٤ و ٨٩٨ وابن السني في «اليوم والليلة» ٧٧٤ والدارمي (٢ / ١٢٤) وابن حبان ٦٠٥٨ والبيهقي في «الآداب» ٩٨٧ من طرق عن شعبة به.
وأخرجه البخاري ٦٩٨٦ و ٦٩٩٥ و ٧٠٠٥ ومسلم ٢٢٦١ ح ١ والنسائي في «اليوم والليلة» ٨٩٩ وأحمد (٥ / ٣٠) والحميدي ٤١٨ و ٤١٩ و ٤٢٠ من طرق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن به.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين زيد في المطبوع وحده.
(٢) في المخطوط «يا أبة» والمثبت عن المطبوع وط.
(٣) في المخطوط «ساجده».
(٤) سقط من المطبوع.
(٥) في المخطوط «هلاكك».