أحسن اللقاء ، وأن يقابلهم بالجميل حتى ولو أساءوا في بعض الاحيان ، وان يحتمل منهم ما يبدر عنهم من هنات قابلة للاحتمال.
وها هو ذا القرآن الكريم يتحدث عن هذه الفضيلة فيقول في سورة المؤمنين :
«ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ»(١).
ويتعرض شيخ المفسرين ابن جرير الطبري للحديث عن هذه الآية فيقول فيما يقول : «يقول الله تعالى ذكره لنبيه : ادفع يا محمد بالخلّة التي هي أحسن ، وذلك الاغضاء والصفح عن جهلة المشركين ، والصبر على أذاهم ، وذلك أمره اياه قبل أمره بحربهم. وعنى بالسيئة أذى المشركين اياه ، وتكذيبهم له فيما أتاهم به من عند الله. يقول تعالى ذكره : اصبر على ما تلقى منهم في ذات الله ...».
ثم يضيف : «نحن أعلم بما يصفون الله به ، وينحلونه من الاكاذيب والفرية عليه ، وبما يقولون فيك من السوء ، ونحن مجازوهم على جميع ذلك ، فلا يحزنك ما تسمع منهم من قبيح القول».
ويذكر ابن كثير أن الله تعالى يرشد نبيه صلىاللهعليهوسلم الى الترياق النافع في مخالطة الناس ، وهو الاحسان الى من يسيء اليه ، ليستجلب خاطره ، فتعود عداوته صداقة ، وبغضه محبة ، ولذلك قال : «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ».
ويتعرض النيسابوري في «غرائب القرآن» لهذه الآية الكريمة ،
__________________
(١) سورة المؤمنون ، الآية ٩٦.