«لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث ليال : يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».
«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا ، أو ليصمت».
* * *
ومن وراء روضة السنة تطالعنا هذه الكلمات الرقيقة المحببة في فضيلة الدفع بالحسنى ، كتلك الكلمة النبيلة المنسوبة الى عبد الله ورسوله عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ، وفيها يقول : «ليس الاحسان أن تحسن الى من أحسن اليك ، فتلك مكافأة (١) ، وانما الاحسان أن تحسن الى من اساء اليك».
وكقول سعيد بن العاص : «ما شاتمت أحدا مذ صرت رجلا ، لأني لا أشاتم الا أحد رجلين : اما كريما فأنا أحق أن أحتمله ، أو لئيما فأنا أول من يرفع رأسه عنه».
* * *
ويمكننا أن نلقي نظرة الى طريقة الصوفية الخاصة بهم في فهم «الدفع بالحسنى» ، فنقرأ الآية الكريمة الواردة في سورة المؤمنون : «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ» ثم نعود الى القشيري لنجده في تفسيره «لطائف الاشارات» يقول عن الآية :
«الهمزة في (أحسن) يجوز ألا تكون للمبالغة ، ويكون المعنى : ادفع بالحسن السيئة. أو أن تكون للمبالغة ، فتكون المكافأة (١)جائزة ، والعفو عنها ـ في الحسن ـ أشدّ مبالغة.
__________________
(١) المراد بالمكافأة هنا هو مقابلة السيئة بسيئة مثلها.