فان وجد الحكم أو الرأي لم يتجه الى سواه ، وان لم يجد طلبته اتجه الى سنة رسول الله ، ولذلك يقول بعض السلف : كانت الائمة بعد النبي صلىاللهعليهوسلم ، يستشيرون الامناء من أهل العلم في الامور المباحة ليأخذوا بأسهلها ، فاذا وضح الكتاب والسنة ، لم يتعدوه الى غيره ، اقتداء بالنبي صلىاللهعليهوسلم.
والقرآن المجيد يقول في سورة الاحزاب عن المثل الاعلى في القدوة والاسوة أمام المسلم ، وهو الرسول صلوات الله وسلامه عليه :
«لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً» (١).
انه ـ كما يذكر القشيري ـ امامكم ، وقدوتكم ، ويجب عليكم متابعته فيما يرسمه لكم. ويعلق الامام ابن كثير على الآية الكريمة ، مبينا أنها أصل كبير في التأسي برسول الله عليه الصلاة والسّلام ، فيقول :
«هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، في أقواله وأفعاله وأحواله ، ولهذا أمر تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي صلىاللهعليهوسلم ، يوم الاحزاب ، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته ، وانتظار الفرج من ربه عزوجل ، صلوات الله وسلامه عليه ، دائما الى يوم الدين.
ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا وتضجروا ، وتزلزلوا واضطربوا من أمرهم يوم الاحزاب :
«لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ».
__________________
(١) سورة الاحزاب ، الآية ٢١.