ويقول التنزيل المجيد في سورة آل عمران :
«شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (١).
فالله جل جلاله يقوم باجراء الامور وتدابير الخلق وجزاء الاعمال بالعدل.
وقد جاء في «تفسير المنار» أن المعنى أنه تعالى شهد هذه الشهادة قائما بالقسط وهو العدل في الدين والشريعة. وفي الكون والطبيعة ، فمن الاول تقرير العدل في الاعتقاد ، كالتوحيد الذي هو وسط بين التعطيل والشرك ، ومن الثاني جعل سنن الخليقة في الاكوان والانسان الدالة على حقية الاعتقاد قائمة على أساس العدل ، فمن نظر في هذه السنن ونظامها الدقيق يتجلى له عدل الله العام ، فالقيام بالقسط على هذا من قبيل التنبيه الى البرهان على صدق شهادته تعالى في الآفاق والانفس ، لأن وحدة النظام في هذا العدل تدل على وحدة واضعه.
كذلك أحكامه تعالى في العبادات والآداب والاعمال مبنية على أساس العدل بين القوى الروحية والبدنية ، وبين الناس بعضهم مع بعض.
واذ قد تجلى لك صدق الشهادة ، فمن واجبك أن تقر بها مرددا : «لا اله الا هو العزيز الحكيم» تفرد بالالوهية وكمال العزة والحكمة ، فلا يغلبه أحد على ما قام به من سنن القسط ، ولا يخرج منها شيء عن مقتضى الحكمة البالغة.
والرسول صلىاللهعليهوسلم مأمور من ربه بأن يكون خير الناس
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ١٨.