وهذا هو الشيطان الاثيم يريد ان يظهر بمظهر الناصح فيقول القرآن الكريم في سورة الاعراف :
«وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ. فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ» (١).
هذا هو الشيطان اللعين يخادع فيدعي لآدم وحواء عليهماالسلام أنه ناصح لهما ، وأكد دعواه بأشد المؤكدات وأغلظها ، وحرضهما على الاكل من الشجرة المحرمة ، فما زال يخدعهما بالترغيب في الاكل من تلك الشجرة حتى أسقطهما ، وحطهما مما كانا عليه من سلامة الفطرة ، وطاعة الخالق سبحانه ، بضرورة الباطل وخداعه الكذوب ، حيث نفخ في نار الشهوة الغريزية ، مثيرا لها فوقع آدم وحواء في الخطيئة ، بتأثير الوسوسة والتزيين. ومن هنا ينبغي للانسان أن يحذر المخادعين بالنصائح الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، وقد ينصحون الانسان بالشيء يوهمونه أنه طريقه الى النجاة والفلاح ، مع أنه طريق الخراب والدمار.
وقد نوه القرآن المجيد بشأن النصيحة الخالصة المخلصة حين قال في سورة القصص على لسان من أخلص النصيحة لموسى فقال :
«إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ» (٢).
* * *
هذا ولفضيلة النصيحة في السنة المطهرة شأن وذكر ، فقد قال سيدنا
__________________
(١) سورة الاعراف ، الآية ٢١ ـ ٢٢.
(٢) سورة القصص ، الآية ٢٠.