وقد جاء في كتابي «من أدب النبوة» (١) أن هناك طائفة من نوابغ لكلم وردت على ألسنة الصالحين من السلف ، فالفضيل من عياض الزاهد بقول : «المؤمن يستر وينصح ، والفاجر يهتك ويعير».
ويقول : «ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام ، وانما أدرك عندنا بسخاء الانفس ، وسلامة الصدور ، والنصح للامة».
وقال فرقد السبخي : «قرأت في بعض الكتب : المحب لله عزوجل أمير مؤمر على الامراء ، زمرته أول الزمر يوم القيامة ، ومجلسه أقرب المجالس فيما هناك ، والمحبة منتهى القربة والاجتهاد ، ولن يسأم المحبون من طول اجتهادهم لله عزوجل ، يحبونه ويحبون ذكره ، ويحببونه الى خلقه ويمشون بين خلقه بالنصائح ويخافون عليهم من اعمالهم يوم تبدو الفضائح ، أولئك أولياء الله وأحباؤه وصفوته ، أولئك الذين لا راحة لهم دون لقائه».
وقال الامام الحسن البصري : «قال بعض أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم : والذي نفسي بيده ان شئتم لأقسمن لكم بالله أن أحب عباد الله الى الله الذين يحببون الله الى عباده ، ويحببون عباد الله الى الله ، ويسعون في الارض بالنصيحة».
اللهم هبنا نعمة النصيحة نسمعها من المخلصين ، ونقولها خالصة للمستجيبين ، فأنت نعم المولى ونعم المعين.
__________________
(١) كتابي «من أدب النبوة» ، صفحة ٤٢. الطبعة الاولى ، سنة ١٩٧٠ ، نشر المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية.