الطاعة لأميره الذي ولاه من صميم الطاعة للرسول ، فروى البخاري قوله صلىاللهعليهوسلم : «من أطاع أميري فقد أطاعني»
والطاعة المأمور بها في الاسلام أنواع وألوان ، فهناك طاعة الله ، وطاعة الرسول ، وطاعة أولي الأمر ، وطاعة الوالدين ، وطاعة القائد أو الامير ، وطاعة الناصح. وقد روى الامام ابن حنبل الحديث القائل : «أطع أباك». ومن باب أولى طاعة الام ، لان حق الام مقدم على حق الاب في الاحسان وحسن المعاملة ، والطاعة ، ولقد صح أن صحابيا سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟. قال : أمك. قال : ثم من؟. قال : أمك. قال : ثم من؟. قال : أمك. قال : ثم من؟. قال : أبوك.
ولكن طاعة الوالدين في الاسلام مشروطة بأن تكون في دائرة ما أباحه الله ، أما ما حرمه فلا طاعة فيه على الابن للابوين ، يقول الله تعالى عن الابوين في سورة لقمان :
«وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً» (١).
يقول الطبري : وان جاهدك أيها الانسان والداك على أن تشرك بي في عبادتك اياي مع غيري ، مما لا تعلم أنه لي شريك ـ ولا شريك له تعالى ذكره علوا كبيرا ـ فلا تطعهما فيما أراداك عليه من الشرك بي.
ومن أنواع الطاعة في الاسلام طاعة المرأة لزوجها ، والحديث يقول : «خير النساء من اذا أمرها زوجها أطاعته ، واذا نظر اليها سرته ، واذا غاب عنها حفظته في ماله وعرضه». ولكن الطاعة هنا أيضا مشروطة بأن لا
__________________
(١) سورة لقمان ، الآية ١٥.