«فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً» (١).
أي ان كل شدة أو عسر معه يسر يهيئه الله تبارك وتعالى للانسان العاقل العامل الآمل ، ولفظة «مع» تفيد معنى المصاحبة والاقتران بين العسر واليسر ، أي لا بد من اليسر مع العسر ، بفضل الله وتوفيقه.
وكلمة «العسر» المكررة في هذا النص الكريم معرّفة بالالف واللام ، فهي ـ كما تقول قواعد العربية ـ عسر واحد ، لأنها تكررت معرفة ، فتكون الثانية هي عين الاولى ، وأما لفظة «يسر» فهي منكرة ، فهي اذن في الموضعين شيئان أو يسران ، وهذا معنى الحديث الوارد في صحيح البخاري : «لن يغلب عسر يسرين».
والعسر انما يكون في الدنيا بالشدائد التي تنالهم ، وأما اليسر ـ بالنسبة الى المؤمنين ـ فيسران : أحدهما في الدنيا بزوال البلاء وتحقق الرجاء ، واليسر الآخر في الآخرة بالثواب وحسن الجزاء.
* * *
والقرآن المجيد يحث على فضيلة اليسر والتياسر مع الذين يستحقون التيسير. كمن يتعرضون للعسر عند قضاء ما عليهم من ديون ، والحياة ـ كما يقول ـ يوم لك ويوم عليك ، فنرى التنزيل الحكيم يقول في معاملة من عليه دين يعجز عن أدائه في موعده :
«وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ» (٢).
أي ان كان هناك غريم لكم أصابه عسر ، فعجز عن أداء الذين الذي
__________________
(١) سورة الشرح ، الآية ٥ و ٦.
(٢) سورة البقرة ، الآية ٢٨٠.