تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ»» (١).
والرسول العظيم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ هو الذي يشير الى نزعة الاحتساب عنده ، حينما تصاب يده في سبيل ربه ، فيقول :
«ما انت الا اصبع دميت |
|
وفي سبيل الله ما لقيت»! |
وكأن العمل الذي يقوم به المسلم في سبيل الله ، أو المال الذي ينفقه في سبيل الله ، أو الجهاد الذي يقوم به في سبيل الله ، داخل في صميم «الاحتساب» ، لأن صاحب هذا المجهود يخلصه لوجه ربه ، ولا يريد به منا ولا نفاقا ولا نفعا ماديا عاجلا ، وانما يريد به رضا الله وقبوله ، ويطمع فيما عند الله من ثواب وتكريم.
وعلى هذا التفسير نفهم قول الله جل جلاله في سورة البقرة :
«وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ» (٢).
وقوله في سورة البقرة أيضا :
«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (٣).
وقوله في السورة نفسها :
«مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية ١٣٠.
(٢) سورة البقرة ، الآية ١٥٤.
(٣) سورة البقرة ، الآية ٢١٨.