«لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ» (١).
بشرى الحياة الدنيا هي عند الموت ، تأتيهم ملائكة الرحمة بالبشرى من الله. وفي الآخرة عند خروج نفس المؤمن ، اذا خرجت يعرجون بها الى الله تزف كما تزف العروس تبشر برضوان الله عزوجل.
وقد جاء في «تفسير المنار» أن الاستبشار لا ينافي الاحساس بالالم ، ولا ينافي الصبر والتثبت ما يكون من حزن الانسان عند نزول المصيبة ، بل ذلك من الرحمة ورقة القلب ، ولو فقد الانسان هذه الرحمة لكان قاسيا ، لا يرجى خيره ولا يؤمن شره ، وانما الجزع المذموم هو الذي يحمل صاحبه على ترك الاعمال المشروعة لاجل المصيبة ، والاخذ بعادات وأعمال مذمومة ضارة ينهى عنها الشرع ، ويستقبحها العقل ، كما نشاهد من جماهير الناس في المصائب والنوائب.
وقد ورد في الصحيحين أن النبي صلىاللهعليهوسلم بكى عند ما حضر ولده ابراهيم عليهالسلام الموت ، وقيل له أليس قد نهيتنا عن ذلك؟ فأخبر انها الرحمة ، وقال : ان العين تدمع ، والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضي ربنا وانا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون».
ومن سمو مكانة «الاستبشار» أن الله تبارك وتعالى يخبرنا بأنه الذي يبشر من يستحقون البشرى ليكونوا من أهل الاستبشار ، فيقول سبحانه في سورة التوبة :
«الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ ،
__________________
(١) سورة يونس ، الآية ٦٤.