عن وجوههما حتى يفترقا ، فمن يقدر على صفة من هو هكذا عند الله تعالى » (١).
« وروى أيضاً عن مالك الجهني ، قال : كنّا بالمدينة حين أجلبت الشيعة وصاروا فرقاً ، فتنحّينا عن المدينة ناحية ، ثمّ خلونا ، فجعلنا نذكر فضائلهم وما قالت الشيعة ، إلى أن خطر ببالنا الربوبيّة ، فما شعرنا بشيء إذا نحن بأبي عبدالله عليهالسلام واقفاً على حمار ، فلم ندر من أين جاء ، فقال : يا مالك ويا خالد ، متى أحدّثتما الكلام في الربوبية؟ فقلنا : ما خطر ببالنا إلاّ الساعة ، فقال : إعلما أنّ لنا ربّاً يكلؤنا بالليل والنهار نعبده ، يا مالك ويا خالد ، قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين ، فكرّرها علينا مراراً ، وهو واقف على حماره » (٢).
وخطاب الإمام عليهالسلام لمالك الجهني له احتمالان : فإما أن يكون من باب «إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة» حتى يلتفت له الآخرون.
__________________
(١) كشف الغمه ، ج ٢ ، ص ١٩٢ ، باب ذكر من روى من أولاده ، في معاجز الامام أبي عبدالله الصادق عليهالسلام.
(٢) كشف الغمة ، ج ٢ ، ص ١٩٧ ، في معاجز الامام الصادق عليهالسلام.