« وروى الأربلي عن مالك الجهني ، قال : كنت قاعداً عند أبي جعفر عليهالسلام ، فنظرت إليه وجعلت أفكّر في نفسي ، وأقول : لقد عظمك الله وكرمك وجعلك حجّة على خلقه ، فالتفت إلي ، وقال : يا مالك ، الأمر أعظم ممّا تذهب إليه » (١).
« وروى أيضاً عن مالك الجهني ، قال : إنّى يوماً عند أبي عبدالله عليهالسلام جالس ، وأنا أحدّث نفسي بفضل الأئمّة من أهل البيت ، إذ أقبل عليّ أبو عبدالله عليهالسلام ، فقال : يا مالك ، أنتم والله شيعتنا حقّاً ، لا ترى أنّك أفرطت في القول في فضلنا ، يا مالك إنه ليس يقدر على صفة الله ، وكنه قدرته وعظمته ، ولله المثل الأعلى ، وكذلك لا يقدر أحد أن يصف حقّ المؤمن ، ويقوم به كما أوجب الله له على أخيه المؤمن ، يا مالك ، إنّ المؤمنين ليلتقيان فيصافح كلّ واحد منهما صاحبه فلا يزال الله ينظر إليهما بالمحبّة والمغفرة ، وإن الذنوب لتتحات
__________________
(١) كشف الغمة ، ج ٢ ، فى باب ذكر ولد أبي جعفر محمد بن على عليهماالسلام ، في فضائل أبي جعفر عليهالسلام ، ص ٣٥٣ ؛ تعليقة على منهج المقال ، ص ٢٨٩.