عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥))
(الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا) كفار مكة.
(بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) إذا أتى بغيره جاز أن يبقى معه وإذا بدله فلا يبقى المبدل معه ، طلبوا تحويل الوعد وعيدا والوعيد وعدا والحلال حراما والحرام حلالا ، أو طلبوا إسقاط عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم ، أو إسقاط ما فيه من ذكر البعث والنشور.
(ما يُوحى إِلَيَّ) من وعد ووعيد وأمر ، ونهي وتحليل وتحريم. (إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي) بتبديله وتغييره.
(قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٦))
(أَدْراكُمْ) أعلمكم ، أو أنذركم.
(عُمُراً) أراد ما تقدم من عمره ، أو أربعين سنة ، لأنه بعث عن الأربعين ، وهو المطلق من عمر الإنسان.
(أَتُنَبِّئُونَ اللهَ) أتخبرونه بعبادة من لا يعلم ما في السموات ولا ما في الأرض ، أو ليس يعلم الله له شريكا.
(وَما كانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٩))
(وَما كانَ النَّاسُ) آدم عليه الصلاة والسّلام ، أو أهل السفينة ، أو من كان على عهد إبراهيم عليه الصلاة والسّلام أو بنو آدم.
(أُمَّةً واحِدَةً) على الإسلام حتى اختلفوا ، أو على الكفر ، أو على دين واحد فاختلفوا في الدين فمؤمن وكافر ، أو اختلف بنو آدم لما قتل قابيل أخاه.
(سَبَقَتْ) بتأجيل العذاب إلى الآخرة ، لعجل العذاب في الدنيا ، أو بأن لا يعاجل العصاة.
(لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) وباضطرارهم إلى معرفة المحق من المبطل.
(وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ (٢١))
(رَحْمَةً) رخاء بعد شدة ، أو عافية بعض سقم ، أو خصابة بعد جدب ، أو إسلاما بعد كفر ، وهو المنافق ، قاله الحسن رضي الله تعالى عنه.
(مَكْرٌ) كفر وجحود ، أو استهزاء وتكذيب ، لما أجيب دعاء الرسول صلىاللهعليهوسلم بسبع كسبع